اسمه: محمد.
لقبه: المهدی، المنتظر، المنقذ، القائم.
کنیته: أبا القاسم، أبا صالح.
والده: الإمام الحسن العسکری بن الإمام الهادی بن الجواد ابن الرضا ابن الکاظم بن الصادق بن الباقر بن السجاد بن الحسین بن علی بن أبی طالب (علیهم السلام).
والدته: السیدة (نرجس) حفیدة قیصر ملک الروم.
میلاده: ولد (علیه السلام) فی لیلة النصف من شعبان عام255هـ فی سامراء.
صفته: المهدی یتلألأ وجهه کأنه کوکب دری فی خده الأیمن خال، معتدل القامة، أسمر اللون، ذو شمائل عربیة یخرج وشکله فی حدود الأربعین.
إمامته: إستلم مهام الإمامة وله من العمر خمس سنوات عام260هـ.
معاصریه من الملوک: عاصر زمن المعتمد بن المتوکل العباسی.
غیبته الصغرى: بدأت من حین إستلامه للإمامة وإنتهت عام329هـ ومن ذلک الحین بدأت الغیبة الکبرى.
فضائله: نزلت فیه آیات عدیدة ووردت فی حقه الکثیر من الأحادیث حتى بلغ عددها إلى ستة آلاف حدیث عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) وسنأتی على بعضها.
حرزه: یا مالک الرقاب ویا هازم الأحزاب یا مفتح الأبواب ویا مسبب الأسباب سبب لنا سببا لا نستطیع له طلبا بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله علیه وآله).
المهدی المنتظر صاحب الزمان هو من ذریة الإمام الحسین (علیه السلام) من ولد فاطمة الزهراء فهو ینحدر من علی بن أبی طالب وفاطمة، جاء فی الحدیث (المهدی من ولد فاطمة) وقال النبی (صلى الله علیه وآله) أیضا: (أبشری یا فاطمة المهدی منک) وقال أیضا: (المهدی من عترتی من ولد فاطمة) وجاء عن علی (علیه السلام): (أنه من ولد الحسین) وقال النبی (صلى الله علیه وآله): (ومنا مهدی الأمة الذی یصلی عیسى خلفه ثم ضرب على منکب الحسین فقال: من هذا مهدی الأمة) وقال (صلى الله علیه وآله): (المهدی من أهل البیت...).
إذن نعرف من هذا کله أن الإمام المهدی من أئمة أهل البیت (علیهم السلام) وهو آخر الأئمة الإثنى عشر الذین بشر بهم رسول الله حیث قال: بعدی إثنا عشر خلیفة کلهم من قریش، وهو من ذریة الطاهرة فاطمة الزهراء ومن أحفاد الإمام الحسین الشهید (علیه السلام).
هناک آیات عدیدة مؤولة بالإمام المهدی (علیه السلام) وقد إتفق العلماء على هذا التاویل إعتمادا على نصوص الأئمة (علیهم السلام) منها: قوله تعالى: (ونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثین ونمکن لهم فی الأرض). القصص:56
فآل محمد (صلى الله علیه وآله) هم المستضعفون فی الأرض فقد ظلموا على مر التأریخ وسیجعل الله تعالى حدا لهذه المظلومیة وینتصر لآل محمد (صلى الله علیه وآله) على ید المهدی المنتظر سلام الله علیه فهو الوارث لهذه الأرض بالحکم والعد وقال تعالى: (وعد الله الذین آمنوا منکم وعملوا الصالحات لیستخلفنهم فی الأرض کما إستخلف الذین من قبلهم ولیمکنن لهم دینهم الذی ارتضى لهم...). النور:57
فهذا الإستخلاف سیکون على ید المهدی وأصحابه وشیعته کما استخلف سلیمان وداوود من قبل ویجعل الأمن والسعادة فی ارجاء دولة المهدی المنتظر فیطبق الدین بکل حذافیره.
وقال تعالى: (ولقد کتبنا فی الزبور من بعد الذکر أن الأرض یرثها عبادی الصالحون). الأنبیاء:107
وهذه الوراثة أبدیة أی أن الصالحین هم الذین یرثون الأرض کلها فی آخر الزمان ویمتد الحکم العادل على هذه المعمورة، وتشیر الآیة إلى أن هذه البشارة کانت مدونة فی زبور داوود (علیه السلام) وها هی الآن فی القرآن وذلک لعظمة تلک الدولة وأهمیتها وهی دولة المهدی (علیه السلام) وآیات عدیدة فی الإمام المهدی یجدها القارئ فی مظانها تصل إلى مائة آیة.
وبمزید من الحزن والأسى إستقبل الإمام المهدی الأیام الأخیرة من حیاة والده الکریم الذی کان یحنو علیه ویبالغ فی حبه والإهتمام به فراح الإمام المهدی وهو الصبی الصغیر الذی یعیش بعقل الکبیر الراشد یتأمل والده وهو یعانی شدة السم فی أحشائه ویتألم له وعلیه ویذرف الدموع تلو الدموع حزنا على أبیه الذی سیفتقده بعد حین.
وبینما الإمام الحسن العسکری (علیه السلام) مع خلص أصحابه یتجرع غصص الموت ذهب الإمام المهدی وله خمس سنوات آنذاک إلى العبادة والتضرع والإبتهال، فحاول الإمام العسکری أن یتناول دوائه فی إناء إلا أنه لم یقدر حتى على مثل هذا العمل البسیط فقد کانت الرعشة فی یدیه قویة جدا فبعث أحد أصحابه إلى الإمام المهدی فجاء عنده وقلبه یتوجع ألما على والده فسقاه الدواء وجلس عنده فأوصى إلیه بعض الوصایا وأعلن مرة أخرى أمام بعض الأصحاب أن إبنه هذا هو الحجة من بعده وأنه هو الإمام المنتظر، ثم فارق الحیاة وصعدت روحه الطاهرة إلى الملکوت.
وحاول جعفر بن الإمام الهادی وأخو الإمام الحسن العسکری (علیه السلام) أن یستغل الموقف وان یطرح نفسه للناس بأنه هو الإمام بعد أخیه مادام ابن أخیه صغیرا ولا یعرفه أکثر الناس، فوقف بباب الدار والشیعة من حوله یعزونه بأخیه ویهنئونه بالإمامة، ولما توجه للصلاة على جثمان الإمام وهم بالتکبیر خرج الإمام المهدی وهو صبی فجذب رداء جعفر وقال له: تأخر یا عم فأنا أحق بالصلاة على أبی!!
فاستغرب جعفر وإندهش الناس فرجع دون أن یتکلم وتقدم الإمام المهدی وصلى على أبیه ودفن إلى جانب قبر أبیه الإمام علی الهادی فی سامراء.
وکان الإمام الحسن العسکری قبل وفاته قد نصب وکیله عثمان بن سعید وکیلا لإبنه المهدی لیکون حقلة الوصل بین الإمام والشیعة ومنذ ذلک الیوم بدأت الغیبة الصغرى لمولانا المهدی سلام الله علیه وکان یتصل بالشیعة عبر وکلائه الأربعةنظرا للظروف السیاسیة الخطرة التی مر بها الإمام المهدی والعسکری (علیهما السلام) عمل کل واحد منهما على وضع وکلاء من الفقهاء الزهاد والعلماء الأخیار یوصلون رسائلهم وأموال الناس من والى الإمام (علیه السلام)، وازداد الضغط السیاسی أکثر فأکثر فی أواخر حیاة الإمام الحسن العسکری (علیه السلام) فمثلا کان لزاما علیه أن یأتی فی مجلس الإمارة کل إثنین وخمیس من أیام الأسبوع وکانت حرکاته ومجالسه کلها مرصودة وتحت رقابة صارمة، لذلک عمد إلى نصب الوکلاء وإستمر موضوع الوکلاء إلى زمن الإمام المهدی (علیه السلام)، بل کان عهده أشد خطرا وأکثر خنقا لأن العباسیین حاولوا بکل وسیلة لقتل الإمام المهدی والقضاء علیه، لهذا کان الإمام فی غیبته الصغرى یتصل بالشیعة عبر وکلائه الأربعة.
الشیخ عثمان بن سعید کنیته (أبو عمرو) ولقبه العمری أو السمان، لأنه کان تاجرا بالسمن (الدهن) وهی مهنة یحاول من خلالها التغطیة على دوره وإتصاله بالإمام.
وکان العمری ثقة الإمام الهادی والعسکری أیضا فقد سال أحمد بن إسحاق من الإمام الهادی یوما: من أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟
فقال الإمام: العمری ثقتی فما أدى إلیک عنی فعنی یؤدی وما قال لک عنی فعنى یقول فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون.
وهذه شهادة عظیمة فی حق العمری من الإمام المعصوم تدل على مقامه ومنزلته ونال العمری شرف اللقاء بالإمام المنتظر مرات ومرات حسب ما کانت تملیه الظروف، وقبل وفاته أمره الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) أن ینصب إبنه وکیلا للإمام المهدی (عجل الله فرجه) لیتولى الأمور بعد وفاة أبیه.
محمد بن عثمان العمری کنیته (أبو جعفر) وکانت رسائل عثمان (الأب) قد وصلت إلى زعماء وکبار الشیعة یخبرهم فیها بأنه عین إبنه محمد نائبا عنه بأمر الإمام المهدی (عجل الله فرجه) وإستمر (أبو جعفر) فی هذا المنصب الخطیر ینال الشرف تلو الشرف من کثرة لقاءاته بالإمام حیث بقی ویکلا لمدة خمسین عاما، إلى أن دنى أجله وأوصى بأمر الوکالة إلى الحسین بن روح.
الحسین بن روح کنیته (أبو القاسم) ولقبه النوبختی کان هذا الرجل مشهورا بالفضل والوثاقة من قبل الشیعة والسنة فله رصید هائل من الجماهیریة والشعبیة فی الأوساط ومارس الوکالة بکل أمانة ودقة إلى أن أوصى قبل رحیله إلى النائب الرابع والأخیر.
علی بن محمد کنیته (أبو الحسن) ولقبه (السمری) إختاره الإمام لمقام الوالة والسفارة وإمتاز السمری بالکرامات والفضائل فقد أخبر وهو فی بغداد بموت علی بن الحسین بن بابویه القمی والد الشیخ الصدوق وهو فی الری فکان إخباره مطابقا للواقع، ومع إمتداد الأیام بالشیخ السمری وقرب أجله بعث إلیه الإمام المهدی هذه الرسالة قبل وفاته بستة أیام (بسم الله الرحمن الرحیم، یا علی بن محمد السمری أعظم الله أجر إخوانک فیک فإنک میت ما بینک وبین ستة أیام فاجمع أمرک ولا توصی أی أحد فیقوم مقامک بعد وفاتک فقد وقعت الغیبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذکره وذلک بعد طول الأمد وقسوة القلوب وإمتلاء الأرض جورا).
فأعلن السمری ذلک للشیعة وفعلا توفی بعد ستة أیام.
وجوب الإعتقاد بالمهدی فی غیبته الکبرى
یجب على کل مسلم ان یعتقد بوجود الإمام المهدی الآن وانه حی یرزق وانه حقیقة وواقع لا تؤثر علیه الأیام والسنین غایة ما فی الأمر أن العمر إمتد به کما سنتکلم عن ذلک لاحقا.
والإعتقاد به (عجل الله فرجه) من ضروریات الدین فکل من أنکره فإنه خراج ومرتد عن الدین الإسلامی، یقول الإمام الحسن العسکری (علیه السلام): إن المقر بالأئمة بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله) المنکر لولدی کمن أقر بجمیع انبیاء الله ورسله ثم أنکر نبوة رسول الله (صلى الله علیه وآله) والمنکر لرسول الله کمن أنکر جمیع أنبیاء الله لأن طاعة آخرنا کطاعة أولنا والمنکر لآخرنا کالمنکر لأولنا أما إن لولدی غیبة یرتاب فیها الناس إلا من عصمه الله.
وقال الإمام الکاظم لما سئل أنت القائم بالحق؟
فقال: أنا القائم بالحق ولکن القائم الذی یطهر الأرض من أعداء الله ویملأها عدلا کما ملئت جورا هو الخامس من ولدی له غیبة یطول أمدها خوفا على نفسه یرتد فیها أقوام ویثبت فیها آخرون طوبى لشیعتنا المتمسکین بحبلنا فی غیبة قائمنا..
إذن هذه عقیدة المسلم الذی یتبع مذهب أهل البیت (علیهم السلام) فعلیه أن یؤمن أن الإمام المنقذ المنتظر المهدی موجود ولکن لا یعرفه أی أحد إلا من یشاء الله ولا یقوم بالنهضة المبارکة إلا بعد توفر مجموعة من المقدمات.
نعم هناک إعتقاد فاسد عند بعض المسلمین وهم أهل السنة والجماعة إذ یعتقدون أن المهدی ضرورة حتمیة ولکن یرون أنه لم یولد بعد وانه سیولد فی حینه، والسبب انهم لا یتقبلون روایات الأئمة (علیهم السلام) من جهة، ویستصعبون هذا العمر المدید من جهة ثانیة.
وکلا الجهتین توهم خاطئ، لأن أئمتنا معصومین وهم حجة الله على هذا الخلق فمن أعرض عنهم أعرض عن الحق وعن الله تبارک وتعالى وأما بالنسبة للعمر الطویل فإنا سنتناول ذلک.